الجمعة، 17 أكتوبر 2008

اقرؤوا ودعوني أقرأ

كم كنت أحلم بقراءة الصحف اليومية للوقوف على الواقع والاستفادة منه والمشاركة في إنتاجه برؤية عصرية لا تختلف إلا لتأتلف. رؤية أنتجها تراب الوطن العربي الكبير، وعبير الأصدقاء، وخمر الأعداء، ولعنة العمى. رؤية تعتمد اختيار البدائل المتعددة سبيلا للخروج من التابوت ولا تنكفئ على بديل وحيد.
ولتحقيق ذلك الحلم، كنت أحث الأقارب والأصدقاء على قراءة الصحف واطلاعي عليها للتعليق والمناقشة، ولكن ذلك لا يكفي، فلا يمكننا أن نلتقي يوميا، كما أن للناس في ما يقرأون مذاهب. ولا يمكن كتابة الصحف بطريقة برايل، فالعرض مكلف والطلب قليل. وعلى رغم ذلك كله لم أترك بابا للثقافة والاطلاع من دون طَرْق، فمعظم الجمعيات والأندية والمجالس الثقافية تشهد لي بالحضور، كما أشهد لها جميعها بالمساهمة في زيادة رصيدي المعرفي والاجتماعي.
ولما أوشك الحلم أن يتحقق بوجود برنامج يجعل الحاسوب ناطقا بالعربية والإنجليزية سعيت جاهدا مثل أقراني من المكفوفين بشتى الطرق حتى حصلت على الحاسوب والبرنامج بتبرع سخي من أحد التجار الأخيار، فبدأت بالتواصل مع العالم كله عبر الإنترنيت، ولم أكتف بقراءة الصحف فحسب، بل كنت أعلق على بعض مواضيعها في مواقعها الإلكترونية.
ونظرا للإصلاح السياسي العظيم والانفتاح الاقتصادي الشامل الذي شيده جلالة الملك حمد حفظه الله، تناسلت الصحف، وتنافست في توسيع مواقعها الإلكترونية وتجميلها، فتنوعت أساليب كتابة عناوين وصلاتها الإلكترونية، حتى عجزت البرامج الناطقة عن قراءتها، إذ إن هذه البرامج تستطيع قراءة الأحرف المكتوبة بطريقة(html) أو (txt) ولا يمكن قراءة الأحرف المكتوبة بطريقة(image) أو الصور غير المعرّفة أثناء تصميم الصفحة الإلكترونية، مما اضطرني إلى فتح أغلب المواضيع للتعرف على عناوينها من الداخل، ليضيع الوقت في الانتقاء على حساب القراءة. إن ذلك الحرمان غير المقصود من استمتاعنا بقراءة صحفنا المحلية لم يمنع البعض منا من الاتصال ببعض تلك الصحف، ولكن انتشار هذه الظاهرة دفعني للكتابة، تحدوني الثقة في إيمان رؤساء تحريرها بأهمية وصولها إلى مختلف فئات المجتمع من دون تمييز.
فهل سيكتمل حلم المكفوفين البحرينيين بقراءة ما يشاءون من الصحف المحلية بكل وضوح كما في السابق؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كم كنت استمتع وانا أقراء الصحف وقد كان هذا الاستمتاع من المستحيلات ، ولكن البرامج اناطقة كسرت هذه الاستحالة ، أرأيت يا استاذ حسين الجندي الضعيف في إحدى المعارك يقلب الهزيمة الى نصر ، ولكن يا فرحة ما تمت، تنقلب الآيات ونعود الى الهزيمة ، فأنا الآن لا استطيع قراأت الصحيفة مثل السابق ، ونحتاج الى فرسان مثلك يا استاذ حسين يقلبو الهزيمة الى نصر مرة ثانية ، ونعود لقراءة الصحف بكل ارتياح . وليد البشير