السبت، 27 يونيو 2009

خطورة الإعاقة الأسرية على ذوي الإعاقة البصرية

جبهتان تتصارعان على الساحة عندما يتعلق الموضوع بالحاسب الآلي، الأولى تمنح المكفوفين الحواسيب والبرامج القارئة لشاشاتها، متمثلة في وزارتي التربية والتعليم والتنمية الاجتماعية إضافة إلى جمعية الصداقة للمكفوفين بالتعاون مع المعهد السعودي البحريني للمكفوفين الذي أخذ على عاتقه تأهيلهم من خلال عقد الدورات التدريبية اللازمة للاستفادة مما يتيحه الحاسوب والإنترنيت للمستخدمين من خدمات ومعارف في شتى المجالات، والجبهة الثانية تستغل ضعف شخصيات أبنائها في الاستيلاء على حواسيبهم وحرمانهم من الاستفادة منها والارتقاء بأنفسهم في مختلف جوانب المعرفة بقيادة بعض الأسر المتسلطة.
أسر تستولي على الحواسيب على استحياء، كأخوة أحد طلاب المرحلة الإعدادية الذين يستخدمون حاسوب أخيهم الكفيف ويثقلونه ببرامج لا حاجة له فيها قد يتعارض بعضها مع بعض خدمات برنامجه الناطق فيصعب تدريبه عليه، إذ تؤدي بعض البرامج إلى بطء شديد في الحاسوب أو إلى عدم قدرة البرنامج الناطق على القراءة باللغة العربية أو تعطيل البرنامج الناطق نهائيا.
وعندما تحاول إدارة المعهد السعودي البحريني للمكفوفين إقناعهم بعدم استغلال حاسوب أخيهم بما يضره يعدون بما لا يفعلون.
وأسر أخرى تستولي على الحاسوب قهرا كالأب الذي يتقن استخدام الحاسوب ويستحوذ على حاسوب ابنته الكفيفة الملتحقة بإحدى مدارس المرحلة الثانوية ويحرمها من استخدامه مطلقا بدلا من استغلال علمه في رفع كفاءة ابنته وتطوير مهاراتها في هذا المجال، بحجة حاجته له في تسيير أعماله، دون الالتفات إلى حاجتها الأكبر له!
ولم تشفع محاولات المعهد السعودي البحريني للمكفوفين والمدرسة الثانوية في اعادة الحاسوب للطالبة، ولم يشفع لها التزامها الديني والخلقي ولا ذكاؤها الدراسي ولا إعاقتها في ذلك.
إن مثل هؤلاء الآباء لا يحتاجون إلى توعية بقدر احتياجهم إلى الردع، فهذه الإبنة لا تحتاج إلى شيء بقدر حاجتها إلى الحب والحنان والحماية من بطش أبيها وقسوته التي قد يزيدها مقالي هذا. فمن ذا الذي ينقذها ويحميها؟ ومن ذا الذي يعيد لهؤلاء المكفوفين حقوقهم ويحفزهم على مواصلة السير في طريق العلم والمعرفة المليء بالصعوبات ؟
لقد أكد الأستاذ عبد الواحد الخياط مدير المعهد السعودي البحريني للمكفوفين على ضرورة تعاون الأسر مع المعهد في رفع كفاءة أبنائهم في استخدام الحاسوب الذي ساعد الكثير من الطلاب في أداء امتحاناتهم بأنفسهم وتسليمها إلى المدرس المبصر ليقوم بتصحيحها بنفسه دون الحاجة إلى كتابتها بطريقة برايل ( وهي طريقة تستخدم في القراءة والكتابة عند المكفوفين تعتمد على اللمس) والاستعانة بأحد مدرسي المعهد لترجمتها إلى الخط العادي بعد انتهاء الطالب من أداء الامتحان ما يوفر الوقت والجهد لدى كل الأطراف. مشيرا إلى دور الحاسوب والشبكة العنكبوتية في دمج الكفيف في المجتمع ومساعدته على التواصل مع العالم كله عبر القراءة والكتابة والمراسلة وإدارة المواقع الإلكترونية الخاصة بهم.
وعليه فإنني أناشد الوزارات والدوائر الحكومية المعنية التدخل العاجل لمعالجة مشكلات هاتين الحالتين وغيرهما والعمل على سن القوانين اللازمة لحماية ذوي الإعاقة من الاستغلال بمختلف أنواعه. ففي بعض الدول المجاورة والأخرى المتقدمة يعاقب ولي الأمر إذا ثبت ضلوعه في إلحاق الضرر بأبنائه نتيجة إهماله أو تقصيره في تربيتهم أو حرمانهم من حقوقهم.
والمعوقون مواطنون قادرون على العطاء، والجهود الحكومية المبذولة من أجل النهوض بهم لا يجب أن تهدم.

السبت، 9 مايو 2009

الكفيف والإنترنيت

في مؤتمر الاستراتيجيات الفعالة لحماية الأطفال من الاعتداء والاتجار على الإنترنيت الذي نظمه برنامج كن حرا التابع لجمعية البحرين النسائية بفندق كراون بلازا كانت لي هذه المشاركة في تاريخ 9 مايو 2009م:
الكفيف والإنترنيت
طرق الدخول والاستخدام

تمكن الكفيف من ولوج عالم الإنترنيت مستكشفا فقارئا فمدونا فمصمما لمواقعه الخاصة أو مديرا ومطورا لها، مستفيدا مما أنتجته له الثورة التقنية من وسائل عديدة خيرته حتى حيرته.
فبعد أن ناضل الكفيف في سبيل الحصول على حقه المشروع في اكتساب المعرفة عبر الكتب والصحف والمجلات المطبوعة بطريقة برايل، وتمكن من تحقيق جزء يسير مما كان يصبو إليه بمساعدة من آمن بقدرته على اكتساب المعرفة وإعادة إنتاجها بأطر عصرية متجددة ووعي مختلف، أنجبت له الثورة الصناعية الحديثة أجهزة تُعرَف بالسطور الإلكترونية، يمكنه توصيلها بالحاسوب لتقوم بترجمة كل مكتوب على شاشته بطريقة برايل على هذه السطور. وتنافست الشركات المصنعة لها، فبدأت بتطوير إمكاناتها لتشمل ترجمة ألوان الخطوط وأنواعها وأحجامها، فضلا عن تعريف الكفيف بموقع النص المكتوب من الصفحة وتمكينه من الاستفادة من مختلف برامج الحاسوب كبرامج الصوت والحماية والمحادثات...
وبالرغم من ارتفاع ثمن السطر الإلكتروني الذي تجاوز الألفين من الدنانير البحرينية، إلا أن بعض المكفوفين المقتدرين أو الذين بهروا بعض أهل الخير من أصحاب رؤوس الأموال بقدرتهم على الاستفادة من الحاسوب عبر أحد هذه السطور تمكنوا من الحصول عليها والمطالبة بتوفيرها لأقرانهم.
لقد أصبح الكفيف قادرا على كتابة ما يريد وتنسيقه بالخط العادي، وازدادت معرفته بأنواع الخطوط وألوانها والأحجام المناسبة المريحة لنظر أقرانه المبصرين، كما أصبح قادرا على قراءة ما يريد ما دام مكتوبا على شاشة الحاسوب، سواء كان ذلك على شكل وثيقة وورد أم جدول إكسيل أم شرائح باور بوينت أم صفحة إلكترونية على الإنترنيت... إلخ
واستمر صانعو السطور الإلكترونية في تلمس احتياجات الكفيف وتسهيل حصوله على المعرفة، فلم يعد الكفيف اليوم بحاجة إلى توصيل ذلك السطر الإلكتروني بالحاسوب للاستفادة من الثورة المعلوماتية عبر الشبكة العنكبوتية، بل أصبح السطر نفسه قادرا على تمكين الكفيف من الاتصال بالإنترنيت سلكيا أو لا سلكيا، وصارت تلك الأجهزة أشبه بالحاسوب الذي يحوي ذاكرة صغيرة الحجم تمكن الكفيف من كتابة ما يريد وقراءة ما خزنه من نصوص على ذلك الجهاز على شكل وثيقة وورد أو نوتباد، وإرسال تلك النصوص إلى الحاسوب أو إلى أي بريد إلكتروني متى أراد. كما يمكنه تشغيل ما شاء من الموسيقى وغيرها عبر تلك الأجهزة وحدها، والتي تتميز بصغر حجمها، وخفة وزنها، وسرعة تشغيلها، وندرة احتمالات تعرضها للفيروسات.
ومن أهم تلك الأجهزة (إم باور، برايل سينس، بريلينو، باكميت، برونتو) وغيرها.
ونظرا لبطء مستخدمي طريقة برايل في القراءة بشكل عام، وحاجتهم إلى قراءة كل خطوة ينتقلون إليها في الحاسوب عبر السطر الإلكتروني، وعدم توافر الدعم الفني للسطور الإلكترونية في غير البلدان المصنعة لها غالبا... فقد أبدع المتخصصون في صناعة التقنيات التعويضية للمكفوفين البرامج القارئة لشاشة الحاسوب بمختلف اللغات. فبدلا من أن يقوم المستخدم بفتح شبكة الإنترنيت باستخدام لوحة المفاتيح ثم التأكد من ذلك بقراءة ما قام به بطريقة برايل عبر السطر الإلكتروني، أصبح الحاسوب هو الذي يقرأ له كل ما يقوم به لحظة التنفيذ دون الحاجة إلى أي جهاز آخر. كما يمكنه التحكم في سرعة قراءة البرنامج للشاشة ومستوى علو الصوت ونبرته. وابتكر مصممو تلك البرامج مفاتيح ساخنة تسهل للكفيف التنقل بين الروابط وحدها على شبكة الإنترنيت أو بين النصوص المكتوبة فقط أو بين العناوين فقط أو بين المساحات المخصصة للكتابة فقط مثل المساحة المخصصة لكتابة اسم المستخدم أو كلمة المرور أو موضوع البحث... إلخ
وقد شاع استخدام هذه البرامج نظرا لانخفاض سعرها مقارنة بالسطور الإلكترونية، وسهولة استخدامها وتحديثها، وعدم حاجتها إلى الصيانة، ومن أهم هذه البرامج (Hal, Jaws, Window Eyes, ibssar)، إضافة إلى البرامج المجانية مثل (NVDA, System Access To Go, Thunder) وغيرها.
أما ضعاف البصر فيمكنهم الاعتماد على البرامج المكبرة للشاشة مثل (Lunar, Supernova, Magic) وغيرها.
إذ أصبح بإمكانهم تكبير الشاشة كلها إلى عدة أضعاف أو تكبير جزء منها بحسب الحاجة. كما يمكنهم تغيير لون النص المكتوب أو لون الخلفية إلى ما يناسب احتياجاتهم.

أساليب الحماية من أخطار الإنترنيت

مما تقدم يمكننا الجزم بأن إرادة الداخل إلى شبكة الإنترنيت هي وحدها التي يمكنها أن ترتقي به إلى مدارج الكمال أو تهبط به إلى مهاوي الانحلال بغض النظر عن كونه معوقا أو غير معوق. فالمشاهد الجنسية التي يراها المبصر على سبيل المثال يمكن أن يسمعها الكفيف عبر مقاطع الفيديو أو المقاطع الصوتية غير المرئية. وكل من الكفيف والمبصر يمكنه الاحتيال على حجب المواقع غير المقبولة في مجتمعه بالطرق نفسها التي لا تخفى على معظم مستخدمي شبكة الإنترنيت.
والأضرار الصحية الناتجة عن الجلوس لمدة طويلة أمام الحاسوب يشترك في التعرض إليها الكفيف والمبصر، باستثناء ما يتعلق منها بالتأثير على سلامة النظر والتي يشترك فيها ضعيف البصر مع المبصر.
ويمكننا مراقبة الحاسوب بالاعتماد على برامج الحماية المختلفة مثل: (Key Logger, PC Spy, Golden Eyes…) وغيرها. ولكن لا يجب قصر طرق الحماية على هذا الحل وحده؛ فولي الأمر والمعلم على سبيل المثال وليس الحصر يجب أن يتحملا مسؤوليتهما الأسرية والاجتماعية ويسعيا إلى امتلاك أنجع الأساليب التربوية الحديثة وأكثرها قدرة على توجيه إرادة الأطفال والمراهقين إلى كل مفيد، وحفزهم على التأثير الإيجابي على من حولهم بدلا من التأثر السلبي بهم.
وعلى الطبيب أن يحرص على بيان الأضرار الصحية الناتجة عن الجلوس أمام شاشات الحاسوب لساعات طوال وطرق الوقاية منها.
وعلى المتخصصين في تقنية المعلومات تشكيل مؤسسات تعمل على توعية المجتمع وتوجيهه إلى أهم الأساليب الوقائية من أخطار قراصنة الحاسوب الذين لا يألون جهدا في تخريب المجتمعات لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
وعلى السلطة التشريعية إصدار القوانين التي تحمي المجتمع من المجرمين الذين يستغلون الإنترنيت ومختلف وسائل تقنية المعلومات في الاعتداء الجنسي على الأطفال والمراهقين، أو سرقة المعلومات الشخصية من حواسيب أصحابها أو سرقة أموالهم ومعاقبة مرتكبيها.
وعلى كل فرد من أفراد المجتمع أن يسعى إلى أن يكون قدوة حسنة لمن حوله، انطلاقا من وعيه بكونه عضوا في هذا المجتمع الإنساني الكبير، وعليه تحمل مسؤولية التأثير فيه إيجابا قولا وعملا.

الاثنين، 27 أبريل 2009

للمعاق القدرة على الاندماج مجتمعيا بمساندة كل الفئات

خلال ندوة الجمعية الخليجية للإعاقة مع‮ »الوطن«
للمعاق القدرة على الاندماج مجتمعياًّ‮ ‬بمساندة كل الفئات
2009-04-25
أعلن رئيس مجلس إدارة الجمعية الخليجية للإعاقة لدول مجلس التعاون الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة أن الجمعية الخليجية
للإعاقة ستبدأ اليوم الاحتفال بفعاليات أسبوع المعاق الخليجي‮ ‬التي‮ ‬ستستمر حتى‮ ‬30‮ ‬إبريل الحالي‮ ‬تحت شعار‮ ''‬دور الأسرة
وأولياء الأمور في‮ ‬الارتقاء بالخدمات المقدمة للمعوقين‮''. ‬ جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الجمعية الخليجية للإعاقة بالتعاون مع
جريدة‮ ''‬الوطن‮'' ‬في‮ ‬مقر الجريدة بحضور مدير برنامج الإعاقة الذهنية والتوحد بكلية الدراسات العليا في‮ ‬جامعة الخليج العربي‮ ‬
الأستاذ الدكتور محمد هويدي،‮ ‬ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية البحرينية لأولياء أمور المعوقين وأصدقائهم وولية أمر طفلة
معوقة الدكتورة إيمان الناصر والمدرس بالمعهد السعودي‮ ‬البحريني‮ ‬للمكفوفين حسين الأمير‮. ‬ وذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية
الخليجية للإعاقة أنه تم تأسيس الجمعية عام‮ ‬1999‮ ‬وذلك من أجل تجميع الخبرات والتخصصات المتشابهة للجمعيات
والمنظمات الخليجية التي‮ ‬تعني‮ ‬بالإعاقة تحت مظلة واحدة للإطلاع على الخبرات المختلفة وتبادلها،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى أن أعضاء
ومنسوبي‮ ‬الجمعية وصلوا حتى الآن إلى‮ ‬700عضو من دول مجلس التعاون‮.‬ وأشار الشيخ دعيج إلى أن الجمعية حرصت منذ
تأسيسها على إبراز الأنشطة ذات الصلة بالمعاقين وأولياء أمورهم والعاملين معهم والمهتمين بهم،‮ ‬وما توصية مجلس إدارة
الجمعية بتدشين الاحتفال بأسبوع المعوق الخليجي‮ ‬اعتباراً‮ ‬من عام‮ ‬2006‮ ‬إلا دليل على اهتمام الجمعية الخليجية للإعاقة
بالتفاعل مع كل ما‮ ‬يخدم الإنسان المعوق أينما كان‮.‬ وقال‮ ''‬اتفق أعضاء مجلس الإدارة على إيجاد تسمية للأسبوع تكون بمثابة
شعار موحد لجميع المراكز التأهيلية والجمعيات والمؤسسات الرسمية والخاصة بدول مجلس التعاون بحيث‮ ‬يكون هذا الشعار
ضمن دلالات هادفة لصالح المعوقين وأولياء أمورهم من حيث الدمج والتواصل مع الأسوياء والوصول للعلوم الإنسانية وان‮ ‬
يكون وسيلة تثقيفية لأفراد المجتمع ككل،‮ ‬وقد كان شعار الأسبوع في‮ ‬عام‮ ‬2006‮ ''‬نحو وقاية أفضل من الإعاقة،‮ ‬و2007‮ ‬
التدخل المبكر اكتشاف ورعاية وعلاج للأطفال المعوقين،‮ ‬وعام‮ ‬2008‮ ''‬دمج المعوقين في‮ ‬المجتمع مسؤولية مشتركة‮''.‬
هويدي‮: ‬للأسرة دور محوري‮ ‬ في‮ ‬تكوين مراحل حياة المعوق من جانبه،‮ ‬أوضح الدكتور محمد هويدي‮ ‬أن أهمية شعار الأسبوع
هذا العام تكمن بالدور المحوري‮ ‬الذي‮ ‬تلعبه الأسرة وأولياء الأمور في‮ ‬تكوين مراحل حياة المعوق طوال العمر وذلك على اعتبار
أن الأسرة من أهم المؤسسات المجتمعية التي‮ ‬تمارس دوراً‮ ‬مباشراً‮ ‬في‮ ‬تطور النمو لدى الشخص ذوي‮ ‬الإعاقة ليس في‮ ‬مراحل
طفولته فقط بل طوال مراحل حياته العمرية‮.‬ وأضاف‮ ''‬كانت المسؤولية سابقا ملقاة على الأم بشكل كبير ثم‮ ‬يليها الأب،‮ ‬والآن
تغير هذا المنظور لدور الأسرة حيث تبينت أهمية الأدوار والمهام التي‮ ‬يقوم بها الأخوة والأخوات مع ذوي‮ ‬الإعاقة،‮ ‬وكذلك كان
المنظور القديم‮ ‬يركز على رؤية الآباء باعتبار دورهم تلقي‮ ‬النصائح وإرشادات الاختصاصيين والتدريب على تنفيذها فأصبح‮ ‬ينظر
إليهم الآن على أنهم شركاء متساوون مع الاختصاصيين في‮ ‬تصميم وتطوير وتنفيذ البرامج التربوية والعلاجية للابن ذي‮ ‬
الإعاقة‮''.‬ وذكر هويدي‮ ‬أن دور الأخوة‮ ‬يختلف بشكل كبير في‮ ‬مرحلة المراهقة للمعاق حيث‮ ‬يتعرضون للحرج الاجتماعي‮ ‬وكثير
منهم لا‮ ‬يعرفون كيف‮ ‬يتصرفون في‮ ‬مثل هذه المواقف،‮ ‬ولذلك لا بد من وجود برامج لهؤلاء الأخوة في‮ ‬كيفية التعامل مع أخيهم
المعاق ومع أصدقائهم والمحيطين بهم في‮ ‬هذه المرحلة‮. ‬ آثار وجود طفل ‮ ‬ذي‮ ‬إعاقة في‮ ‬الأسرة وتطرق هويدي‮ ‬إلى حالة الأسرة
عند ولادة طفل جديد وكيف‮ ‬يؤثر بشكل مباشر على الجوانب البنائية والوظيفية لمختلف انساق الأسرة ويتعاظم هذا التأثير إذا كان
هذا الطفل الوليد ذو إعاقة،‮ ‬إذ كانت النظر الشائعة بين الباحثين والمهنيين تركز على الآثار السلبية لوجود طفل ذو إعاقة في‮ ‬
الأسرة مثل المشاعر السلبية لدى أعضاء الأسرة ونوعية وتعدد الضغوط الجديدة التي‮ ‬تتعرض لها الأسرة والمظاهر السلبية
للتوافق الزواجي‮ ‬والأسرة‮.‬ وأضاف‮ ''‬الآن تغيرت هذه النظرة حيث كشفت نتائج الدراسات والبحوث المعاصرة عن العديد من
الآثار الإيجابية على التماسك والتوافق الأسري‮ ‬وعلى النمو الشخصي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬لمختلف أعضاء الأسرة وعلى الخبرات
والمدركات الإيجابية تجاه الإعاقة والابن ذو الإعاقة،‮ ‬ولا‮ ‬يعني‮ ‬ذلك عدم وجود احتياجات وضغوط خاصة وإضافية لدى الأسرة
ولكنه‮ ‬يعني‮ ‬التعامل الناجح من قبل الوالدين مع هذه العوامل،‮ ‬إضافة لذلك فإن الآثار السلبية والشاملة علي‮ ‬بعض الأسر تظل
قائمة خاصة في‮ ‬المستويات الشديدة من الإعاقة‮''.‬ ودعا الدكتور هويدي‮ ‬إلى المساندة الاجتماعية للأسرة حتى تستطيع أن تتغلب
على الآثار السلبية ويكون دورها فعالا في‮ ‬الرعاية بالابن المعاق،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى أن المساندة ربما تكون من الأقارب أو الجيران أو
المؤسسات والمراكز المعنية بالإعاقة وإيماناً‮ ‬من الجمعية الخليجية بذلك حرصت على التفاعل مع أولياء أمور المعوقين من
خلال تزويدهم بالكتيبات الهادفة للتعامل مع أبنائهم المعوقين وتحديد وسائل الاتصال معهم عن طريق المحاضرات وورش العمل،‮
‬وتوعيتهم بضرورة التدخل المبكر والدمج في‮ ‬المدارس‮.‬ وأشار إلى تجربة الدول الغربية في‮ ‬هذا المجال،‮ ‬داعيا إلى تطبيقها في‮ ‬
البحرين حيث أن بعض الأسر تتطوع بأن توفر رعاية‮ ‬يوم كامل لطفل معاق إعاقة ذهنية شديدة لتترك لأسرته فرصة لتمتع
بإجازة أسبوعية‮ ‬يستطيعون خلالها ممارسة دورهم الاجتماعي‮ ‬الذي‮ ‬حرموا منه‮.‬ الناصر‮: ‬الأسرة‮ ‬ عون لابنها المعاق‮ ‬ وتناولت
الدكتورة إيمان الناصر تجربتها الشخصية عندما رزقت بابنتها ذات الإعاقة قائلة‮ : ''‬الأسرة عندما ترزق بطفل معاق تكون في‮ ‬
حاجة ماسة إلى الدعم النفسي‮ ‬والمعنوي‮ ‬والطبي‮ ‬والمادي‮ ‬والمجتمعي،‮ ‬ولذلك لا بد من وجود خطة إستراتيجية للتخفيف من
الضغط على الأسرة التي‮ ‬يولد بها طفل معاق،‮ ‬وعلى الأسرة أن تتأقلم مع ظروفها الجديدة لتجاوز هذه المحنة‮''.‬ وأضافت‮ ''‬علمت
بأن الجنين في‮ ‬أحشائي‮ ‬سيولد معاقا كما أخبرتني‮ ‬الطبيبة المختصة وقد حرت وبكيت كثيراً‮ ‬وسهرت الليالي‮ ‬أناجي‮ ‬وحدتي‮ ‬
ويمزقني‮ ‬إحساسي‮ ‬بالأمومة في‮ ‬خلع جذور هذا الجنين المعاق والتخلص منه أو أن أتسلح بقوة الإيمان والصبر واعتبرت نفسي‮ ‬
في‮ ‬امتحان رباني‮ ‬عظيم‮''.‬ وتابعت‮ ''‬بدأت أهيئ أبنائي‮ ‬للظروف الجديدة التي‮ ‬ستطرق أبوابنا بولادة ابنتي‮ ‬فكنت كل مساء قبل أن‮ ‬
يناموا صغاري‮ ‬أروى لهم ما أخبرتني‮ ‬به الطبية ودموعي‮ ‬تنهمر بغزارة ويقول لي‮ ‬صغاري‮ ''‬لا تخافي‮ ‬يا أمي‮ ‬والدنا سيعالج
المولودة كونه طبيباً،‮ ‬ونحن سنكون أطباء حينما نكبر وسنعالجها أيضاً‮ ‬فأضغط على‮ ‬يديهم وأضع رؤوسهم الأربعة على صدري‮ ‬
ليسمعوا ضربات قلبي،‮ ‬فكان أخوات ندى عوناً‮ ‬لي‮ ‬ولأختهم حتى قبل أن تولد‮''.‬ وأردفت‮ ''‬ولدت ندى كما توقعنا معاقة ذهنياً،‮ ‬ولم
أنهار ولكن لم أجد ملجأ استعين به للتعرف كيف أتعامل مع ابنتي‮ ‬وأرعاها فذهبت إلى الدكتور هويدي‮ ‬الذي‮ ‬كان عوناً‮ ‬كبيراً‮ ‬لي‮ ‬
في‮ ‬كيفية رعاية ابنتي،‮ ‬وعكفت بكل قوة على مراعاة ابنتي‮ ‬ندى،‮ ‬إذ لم أوكل مهمة تربيتها لأحد واعتبرتها هدية سماوية من الله
فحافظت عليها،‮ ‬وشحذت كل إمكانياتي‮ ‬وقدرتي‮ ‬للحفاظ عليها وسخرت لها كل قوتي‮ ‬وجهدي‮ ‬لكي‮ ‬تكون ندى كما‮ ‬يريدها ربها وكما
أريدها،‮ ‬ولم تشغلني‮ ‬مسؤوليتي‮ ‬واهتمامي‮ ‬بندى عن الاهتمام بأولادي‮ ‬الأربعة ولم أهملهم وشاركتهم في‮ ‬تحمل مسؤولية ندى،‮ ‬
وكبر أولادي‮ ‬وكانوا من المتفوقين دراسيا إلى أن أصبحوا كما وعدوني‮ ‬أطباءً‮ ‬وذلك لأن رحمة الله كانت دائماً‮ ‬تظلل منزلنا،‮ ‬
وبركات ندى تشمل العائلة فيزدادوا حباً‮ ‬وتمسكاً‮ ‬وقوة‮''.‬ وأضافت‮ ''‬جاهدت لتأسيس تجربة دمج ذوي‮ ‬الاحتياجات الخاصة وتم
تأهيل ندى لمواجهة الحياة ولتكون لها مكانة حتى ولو كانت معاقة أسوة بأخواتها الأربعة وحرصت على تنمية مواهبها في‮ ‬
الرسم والموسيقى وكان لها العديد من المعارض التي‮ ‬تم خلالها عرض رسوماتها فيها والتي‮ ‬أثبتت من خلالها قدرة المعاق
على أن‮ ‬يتميز وأن‮ ‬يكون قوة منتجة في‮ ‬مجتمعه‮''.‬ هويدي‮: ‬زواج المعاقين دليل إيجابية المجتمع نحو الإعاقة وتطرق الدكتور
هويدي‮ ‬إلى زواج المعاقين قائلا‮ :''‬تطور الاتجاهات الإيجابية المجتمعية نحو الإعاقة والأشخاص ذوي‮ ‬الإعاقة وتزايد الفهم
والتقبل من قبل أفراد المجتمع نحوهم وتحسين الصورة الذهنية عنهم من قبل وسائل الإعلام والمشاركة الواسعة للأشخاص
ذوي‮ ‬الإعاقة في‮ ‬مجالات التربية والتعليم والعمل ومختلف الأنشطة المجتمعية العامة،‮ ‬كل ذلك وغيره أدى إلى تزايد ظاهرة إقبال
الأشخاص ذوي‮ ‬الإعاقة على الزواج وتكوين أسرة خاصة بهم،‮ ‬لذا أصبح من الضروري‮ ‬عدم الاقتصار على الحديث عن أولياء
الأمور الذين لديهم ابن ذو إعاقة ولكن‮ ‬يشمل أولياء أمور ذوي‮ ‬الإعاقات أيضاً‮''.‬ الأمير‮: ‬تعليم الكفيف مهارات الحياة تجعله
شخصاً‮ ‬إيجابياًّ وفي‮ ‬هذا الجانب،‮ ‬تحدث الأب الكفيف حسين الأمير قائلاً‮ : ''‬ولدت وأنا كفيف كليا،‮ ‬وكان أخي‮ ‬عصام‮ ‬يعاني‮ ‬ضعفا
شديدا في‮ ‬البصر،‮ ‬ولذلك كان هو دليلي‮ ‬في‮ ‬الحياة ومازال ارتباطي‮ ‬بأخي‮ ‬قوياً‮ ‬جداً‮ ‬ولا استطيع الاستغناء عنه‮''‬،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى دور
والدته التي‮ ‬تحملت عبء هذه المسؤولية بمفردها خاصة مع عدم توافر اختصاصيين لمساندتها في‮ ‬تربيتنا،‮ ‬ومع ذلك فقد ربتنا
أمنا على الاعتماد على النفس وحرصت على تعليمنا،‮ ‬مؤكداً‮ ‬أن الأسرة التي‮ ‬تحرص على إشراك ابنها الكفيف في‮ ‬المهام
الحياتية والمنزلية تجعل منه شخص إيجابي‮ ‬قادر على القيام بمهامه الحياتية والاجتماعية‮. ‬ وأشار الأمير إلى التجربة الغربية
التي‮ ‬يتمنى تطبيقها في‮ ‬البحرين وهي‮ ‬أن الأسرة حين ترزق بطفل معاق ترشدهم وزارة الصحة إلى عائلة لديها إعاقة مشابهة
للاستفادة من خبراتها‮.‬ وطالب الأمير بضرورة إعداد برنامج توعوي‮ ‬شامل متكامل من قبل مختصين لأولياء أمور المعاقين كي‮ ‬
يكتسبوا من خلاله مهارات لتعليم أبناءهم المعاقين كيفية الاعتماد على النفس وكيف‮ ‬يكونوا أشخاصا فاعلين في‮ ‬المجتمع
قادرين على المطالبة بحقوقهم ويؤدون ما عليهم من واجبات تجاه مجتمعهم‮.‬ أما عن دوره كأب مسؤول عن أسرة بها طفلين
فيقول حسين‮ : ''‬لا أنكر أن الإعاقة لها دور في‮ ‬الحد من عطائي‮ ‬للأسرة لكني‮ ‬حاولت جاهداً‮ ‬أن أتغلب عليها حتى أنني‮ ‬حرصت
على أن أساعد زوجتي‮ ‬في‮ ‬القيام بالمهام المنزلية ورعاية الأطفال وذلك باستخدامي‮ ‬حاستي‮ ‬السمع واللمس‮''.‬ وأشار الأمير إلى
بعض الصعوبات التي‮ ‬تواجهه،‮ ‬وهي‮ ‬عدم توافر سكن في‮ ‬مكان مناسب لإعاقته‮ ''‬انتقلت إلى السكن في‮ ‬أربع مناطق مختلفة وفي‮ ‬
كل مرة احتاج إلى شخص‮ ‬يكون دليلي‮ ‬ليعرفني‮ ‬بالمنطقة والمرافق الحيوية التي‮ ‬قد احتاجها لتلبية طلبات أسرتي‮ ‬مثل البرادة
والخباز والصيدلية وما شابه،‮ ‬غير أني‮ ‬الآن أسكن في‮ ‬مكان لا تتوفر به هذه المرافق مما‮ ‬يعوقني‮ ‬عن تلبية احتياجات أسرتي‮''.‬
وطالب الأمير بضرورة وجود مؤسسات متخصصة لتهيئة المعوق المقبل على الزواج ليكون زوجا قادرا على القيام بمهامه
الزوجية ويكون قدوة لأبنائه ليفتخروا به‮.‬ وتطرق الأمير إلى ضرورة توفير الأجهزة التعويضية،‮ ‬مستشهداً‮ ‬بذلك بتوفر الحاسوب
الآلي‮ ‬المزود بالبرنامج الناطق والذي‮ ‬من خلاله أستطاع أن‮ ‬يعلم أبنائه الحروف العربية والأجنبية والألوان واستطاع أن‮ ‬يقدم
لهم المعلومات لتثقيفهم‮.‬ الناصر‮: ‬يجب على المعاقة توخي‮ ‬الحذر عند الزواج الأمير‮: ‬هناك عدة أشكال لاستغلال المعاق عند
الزواج دعيج‮: ‬هناك العديد من الزيجات الناجحة أحد طرفيها معاق‮ ‬ وقالت الدكتورة الناصر‮ : ''‬منذ خمس سنوات وخلال مؤتمر
عرضت تجارب حية لبعض الأخوات المعاقات المتزوجات واللائي‮ ‬كن‮ ‬يعانين من زوج‮ ‬يستغل إعاقتهن لأغراض مادية،‮ ‬وللأسف
نتج عن بعض الزيجات أبناء تتحمل الزوجة وحدها مسؤوليتهم‮''‬،‮ ‬مطالبة كل معاقة مقبلة على الزواج‮ ''‬توخي‮ ‬الحذر والتأكد من
أن الشخص الراغب في‮ ‬الزواج منها خالص النية وليس بغرض الاستغلال‮''.‬ ويوافقها الرأي‮ ‬الأمير،‮ ‬مؤكدا أن صور الاستغلال
للمعاق متعددة وقد تكون ليس فقط لغرض مادي‮ ‬وإنما قد تقبل زوجة مستواها الثقافي‮ ‬والعملي‮ ‬عالٍ‮ ‬بالزواج من معاق ليس لأنه
الشخص المناسب ولكن لأنه لم‮ ‬يتقدم أحد سواه للزواج منها وهذا‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى آثار سلبية على المعاق‮.‬ لكن الشيخ دعيج أكد أن
هناك زيجات أحد طرفيها معاق إلا أنها ناجحة وذلك ليس فقط بالبحرين،‮ ‬وإنما في‮ ‬دول مجلس التعاون،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى الزواج الذي‮ ‬
أقيم عام‮ ‬2007‮ ‬بمكرمة ملكية من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لـ‮ ‬24‮ ‬زوجا،‮ ‬وكان حدثا كبيرا شهدته البحرين وكانت
جميع هذه الزيجات ناجحة‮.‬ دور الإعلام‮ ‬ في‮ ‬إبراز قضايا المعاقين الشيخ دعيج‮: ‬يجب إبراز الصورة الإيجابية للمعاقين في‮ ‬
الإعلام وحول دور الإعلام في‮ ‬إبراز قضايا المعاقين،‮ ‬أكد الشيخ دعيج أهمية النفاذ إلى كافة وسائل الإعلام وزيادة المساحة
المخصصة لإبراز الصورة الايجابية في‮ ‬التعامل والتواصل مع قضايا الإعاقة بعيدا عن المعالجات النمطية والأطروحات والرؤى
السلبية ونشر ثقافة جديدة ايجابية تجاه قضايا الإعاقة والمعوقين‮.‬ و رأى أن ما‮ ‬يحتاج إليه المعاقون ليس الشفقة أو العطف
وإنما الأخذ بأيديهم وفتح الطريق أمامهم ليمارسوا حياتهم كالأسوياء،‮ ‬لذا فإنهم في‮ ‬حاجة ماسة إلى تغيير نظرة المجتمع إليهم
وتأكيد حقوقهم وهو ما‮ ‬يتأتى من خلال توصيل رسالة إعلامية جادة وايجابية للمجتمع بعدم تهميشهم كفئة ضعيفة لأنهم أقوياء
متى أتيحت الفرصة لهم لإثبات قدراتهم‮.‬ وأضاف‮ ''‬رغم انه مازال هناك قصورا في‮ ‬دور الإعلام،‮ ‬لكن لا ننكر أن خمس السنوات
الأخيرة شهدت تغيرا ملحوظا وهذا دليل زيادة النشاط والوعي‮ ‬والتوعية التي‮ ‬تبذلها الجمعيات والمراكز المعنية بتوصيل هذه
الرسالة للإعلام‮''.‬ أما الأمير،‮ ‬فذهب إلى أن الإعلام‮ ''‬يبحث عن الإثارة وحياة المعوق مليئة بالإثارة،‮ ‬فعلى الجمعيات العاملة في‮
‬مجال الإعاقة والأشخاص المعوقين وأولياء الأمور أخذ المبادرة في‮ ‬الاتصال والتعاون مع وسائل الإعلام من أجل تبني‮ ‬قضايا
ومشكلات الإعاقة والتعريف بها كما‮ ‬يجب إلقاء الضوء على مهاراتهم وقدراتهم وذلك بشكل مثير‮ ‬يجذب الإعلام لتتبعها
والاهتمام بها‮''‬،‮ ‬مطالباً‮ ‬بضرورة‮ ''‬أن لا تقتصر البرامج الخاصة بالإعاقة عن تناول المشاكل واحتياجات المعاقين ولكن‮ ‬يجب أن
تبرز المواهب والمميزين منهم مع عدم المبالغة في‮ ‬تقديم بعض المواهب العادية على أنها مواهب خارقة حتى نصدق مع أنفسنا
ومع الآخرين‮. ‬كما‮ ‬يجب أن‮ ‬يتم استضافة المعاقين القادرين على التعبير عن قضاياهم وليس كل معاق قادر على ذلك‮''.‬ لا تأثير
للقدرات المادية‮ ‬ على عطاء الأسرة لابنها المعاق واعتبر الشيخ دعيج أنه ليس للقدرات المادية تأثير على قدرة الأسرة على
الاهتمام بطفلها المعاق،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى أن هناك بعض الأسر الفقيرة تقدم رعاية أفضل لطفلها من الأسر الغنية ويدل على ذلك أن
هناك بعض الأمهات تترك العمل من أجل رعاية أبنها المعاق حتى لو أدى ذلك إلى نقص في‮ ‬دخل الأسرة‮.‬ ووافقته في‮ ‬الرأي‮ ‬
إيمان الناصر قائلة‮ ''‬هناك بعض الأسر قدراتها المادية العالية تؤثر بالسلب على رعاية ابنها المعاق حيث تلقي‮ ‬الأسرة عبء
رعاية الطفل على الخادمة،‮ ‬ولكن لا أنكر أن عدم توافر المادة‮ ‬يؤثر في‮ ‬بعض الأحيان على توفير بعض الاحتياجات ومنها على
سبيل المثال الأدوية الطبية الخاصة بالإعاقة الذهنية‮ ‬غير المتوفرة بالمراكز الصحية مما تضطر معها الأسرة إلى شراءها من
الصيدلية وتبلغ‮ ‬ثمن عبوة الدواء الواحدة‮ ‬180‮ ‬دينار شهرياً‮.‬ على أن الأمير خالفهم الرأي‮ ‬بقوله‮ ''‬عدم توفر المادة بشكل كاف
لتلبية احتياجات المعوق تؤثر على تطوير قدراته ومهاراته ودمجه في‮ ‬المجتمع،‮ ‬ومنها عدم قدرة بعض الأسر على تحمل
مصاريف المواصلات مما‮ ‬يعوق قدرة المعاق على مواصلة دراسته في‮ ‬بعض الأحيان‮''.‬ وأضاف‮ ''‬أنا على سبيل المثال كنت
أتمنى أن أكمل دراستي‮ ‬العليا خارج البحرين أسوة ببعض الزملاء ولكن عدم توفر المادة حال دون ذلك،‮ ‬كما أن عدم قدرتي‮ ‬
المادية لتوفير مواصلات تقف عقبة لأكون عضواً‮ ‬في‮ ‬بعض الجمعيات،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى أن الدولة عندما قررت زيادة تسعيرة العداد
لسيارات الأجرة لم‮ ‬يتم مراعاة المعاقين‮ ‬غير القادرين‮.‬ هويدي‮: ‬الأسرة قوة ضاغطة لتطوير القوانين والخدمات للأشخاص
المعاقين وقال هويدي‮ ‬إن‮ ''‬الأسرة قوة ضاغطة لتطوير القوانين والسياسات والخدمات للأشخاص المعاقين،‮ ‬وأن المنظمات
وأولياء الأمور هي‮ ‬المحرك الرئيسي‮ ‬لتطوير اللوائح والتشريعات،‮ ‬فالمطلوب من جمعية أولياء أمور المعاقين أن‮ ‬يكون لها قوة
ضغط اجتماعي‮ ‬على المؤسسات المختلفة لتحقيق ذلك‮''.‬ ولفتت الناصر إلى انه لا بد من أن‮ ‬يكون هناك قوة ضاغطة للأسرة في‮ ‬
المطالبة بإزالة جميع الحواجز التي‮ ‬وضعت في‮ ‬طريق الأشخاص المعاقين وتحول دون قيامهم بمهامهم الحياتية،‮ ‬وذلك بأن تقوم
الدولة بتهيئة البنية التحتية للمملكة تراعى فيها احتياجات المعاقين وخاصة في‮ ‬الجامعات والوزارات الفنادق وجميع المرافق
التي‮ ‬يرتادها المواطن لقضاء مصالحهم‮. ‬ من جانبه،‮ ‬أشار الشيخ دعيج إلى أن تفعيل دور أولياء الأمور باعتبارهم فئة اجتماعية
ضاغطة لتطوير القوانين والخدمات المقترحة للأشخاص المعاقين هو احد أهداف الأسبوعي‮ ‬الخليجي‮ ‬الرابع والذي‮ ‬نسعى إليه
من خلال إقامة العديد من الفعاليات في‮ ‬هذا الأسبوع‮.‬ وأوضح أنه‮ ‬يهدف إلى تطوير مهارات أولياء الأمور في‮ ‬التعامل مع الابن
المعاق في‮ ‬مرحلة المراهقة والكشف عن الآثار والعواقب الإيجابية داخل الأسرة الناتجة عن وجود عضو ذو إعاقة وتسليط
الأضواء على الأسر التي‮ ‬يكون أحد الوالدين فيها معاقا،‮ ‬وزيادة الاهتمام بقضايا ومشكلات الأخوة والأخوات في‮ ‬أسر الأشخاص
ذوي‮ ‬الإعاقات‮.

الأحد، 29 مارس 2009

لم يكن ورديا ولا أحمر بالخط العريض

إثبات قدرة الكفيف على بناء أسرة قوامها الحب والتعاون والعطاء، وتوجيه الأسر إلى تقديم النصح والإرشاد لأبنائهم دون إكراههم على السير في طريق بعينه، كانا هدفينا من قبول الدعوة إلى المشاركة في برنامج (أحمر بالخط العريض)عبر قناة LBC اللبنانية، انطلاقا من إيماننا العميق بقدرة التجارب الإنسانية على إثراء المجتمع الإنساني وتقدمه، فضلا عن الاستمتاع بطبيعة لبنان الساحرة وشتائها المثير.
وقد تمكنت سوسن دهنيم بما منحت من وقت وخبرة وما امتلأ به قلبها من حب من تحقيق هذين الهدفين بامتياز أدركه كل من هنأنا بدقة عرضها لتجربتنا وحرصها على التماس العذر لأهلها الذين أدركوا بعد زواجنا بوقت قصير صدق مشاعرنا وحسن تصرفنا والتزامنا بديننا وحسب.
فقد أوضحت سوسن أسباب اختيارها لكاتب هذه السطور، والسبل التي سرنا عليها بشيء من التفصيل حتى تزوجنا. ولم يكن ذكرها لتلك التفاصيل القليلة عبثا، بل جاء نتيجة لما فوجئنا به أثناء البرنامج من بعض الأسئلة وبعض القصص المشاركة التي تجاوزت العقل والدين في عرضها ومعالجتها لمشكلاتها. فنحن لسنا كالتي اختصرت الغاية من وجودها في الحياة في رؤية (عاصي الحلاني)، ولا كالذي أقام علاقة غير شرعية مع امرأة مخطوبة. لم نتزوج مباشرة بمجرد علمنا برفض أهلها لزواجنا، ولم نتخذ قرارا دون علمهم به، وقد أضاف زواجنا لشخصيتينا مزيدا من القوة وحسن التصرف فضلا عن الثقافة والمرح كما أوضح كاتب السطور.
لم نشأ ذكر المزيد من التفاصيل عما حدث، كي يدرك المشاهد جيدا أن هدفنا من المشاركة ليس الإثارة التي تستعبد مقدم البرنامج، وإنما أهدافنا هي ما تقدم ذكره.
في صباح يوم العرض كنا قد خططنا للاستمتاع بوقتنا في التعرف على بعض معالم لبنان السياحية، فقد أخبرنا فريق الإعداد بأننا سنذهب إلى الأستوديو في الرابعة عصرا بتوقيت بيروت، ولكنهم فاجؤونا بعد أن عزمنا على الخروج بأنهم سيجلسون معنا ظهرا في الفندق قبل أن نذهب في الرابعة إلى التلفاز.
ولم يأتنا أحد حتى الرابعة حيث ذهبنا إلى التلفاز قبل عرض البرنامج بأربع ساعات.
جلس كل صاحب قصة مع فريق الإعداد منفردا، كي يطلعه على طبيعة الأسئلة باختصار ليبدي رأيه فيها ويوقع على إقرار بتحمله مسؤولية ما يقوله وما قد يحدث له بعد مشاركته في البرنامج.
وقبل بدء البرنامج بنصف ساعة ذهب الجميع وبقيت مع ياسمين (إحدى المشاركات في البرنامج) حتى يؤذن لنا بالذهاب إلى الأستوديو بعد بدء البرنامج بعشر دقائق على حد قول مالك مكتبي مقدم البرنامج. وقيل لي بأنني سأسمع الجزء الذي لن أشارك فيه من البرنامج فترة وجودي خارجه، ولكنهم لم يفتحوا التلفاز حتى فتحته ياسمين قبل بدء البرنامج بعشر دقائق لنتمكن من مشاهدة البرنامج والاستماع الى ما يقال فيه من قصص. وبعد بدء البرنامج بساعة ونصف صعدت إلى الطابق الذي به الأستوديو وانتظرت ربع ساعة حتى أذن لي بالدخول، وكانت ياسمين قد سبقتني بربع ساعة تقريبا.
استمعت إلى جزء مما قالته زوجتي قبل دخولي، ففي فترة انتقالي من الطابق الأرضي إلى الأول حيث الاستوديو انقطعت عن البرنامج قليلا، وقد علمت بعد هذا الانتظار الطويل بأن وقت البرنامج أوشك على النفاد، وأن دخولي قد لا يؤدي إلى تحقيق ما سعيت إليه وهذا ما حدث فعلا.
فقد كان مالك يسألني ويقطع إجابتي بسؤال آخر لي أو لغيري، مما حال دون التفصيل في إجابات بعض الأسئلة التي بترها الوقت والمقدم. فعلى سبيل المثال وليس الحصر لم تضف سوسن على حياتي شيئا من المرح والثقافة فحسب، بل جعلتني أرى بعينها كثيرا مما لم أكن أراه، وأشبعت حاجتي إلى حبيب يشاركني اهتماماتي ويلبي طموحي بما يمتلك من حب لا ينضب، وعقل طموح، وروح بالعطر تفوح. فها هي هنا في بيروت على سبيل المثال تقرأ لي لافتات بعض المعالم السياحية ولافتات الدعايات الانتخابية لتيار المستقبل وغيرها التي نمر بها أثناء انتقالنا من الفندق إلى التلفاز، وتضع يدي على أوراق شجرة الأرز لأتحسسها عند تجولنا في (حريصة) وعلى جدران مباني جبيل القديمة ...
وكنت قد أردت التطرق إلى ضرورة سعي الشباب وذويهم إلى تذويب الفجوة الكبيرة التي خلقتها الفوارق الزمنية والثقافية بينهما، وذلك بحرص الشباب على إشراك ذويهم في بعض اهتماماتهم غير التقليدية، والاستفادة منهم في حل مشكلاتهم الاجتماعية. وعلى ولي الأمر أن يكون دائم الاطلاع على كل جديد يمكنه من احتواء أبنائه والولوج إلى عالمهم المتجدد والتأثير فيه بما يحقق طموح الشباب في التغيير والتجديد المبتكر انطلاقا من الاستفادة من الخبرات التراكمية للأجيال السابقة ومعطيات الواقع الحالي ومتطلباته.
لم يكن البرنامج ورديا خالصا كما أردنا، ولكنه لم يكن أحمرا بالخط العريض.
كم كان جميلا تحالف شواطئ البحر الأبيض المتوسط والجبال والأشجار والأمطار على إغرائنا بالبقاء، وكم هو أجمل أننا كنا مع تحت تأثير ذلك الإغراء!!

الأحد، 22 مارس 2009

من مباريات كأس الطائفية

لا شك في ضرورة توعية المجتمع بإطلاعهم على حقيقة الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتوجهات صناع تلك الأحداث، ولكن ما يحدث الآن في صحفنا المحلية لا يخدم تلك الضرورة وإن كان غرض البعض خلق مجتمع وطني موحد.
فعندما يرفع بعض الأخوة من الطائفة السنية الكريمة شعار التكفير في كتيبات وأقراص مدمجة متحملا أعباء القيام بتوزيعها في المدارس والجامعة، تهب الطائفة الشيعية الكريمة إلى إدانة تلك الأفعال والفاعلين وتجريمهما بكل ما جادت به قرائحهم من نقد أدبي بليغ، في الوقت الذي (تتحفظ) فيه معظم أقلام الطائفة السنية على الأحداث نفسها وكأن الأمر لا يعنيها ولا علاقة له بالوحدة الوطنية ولا (بما تدعيه) الطائفة الأخرى من طائفية وزعزعة للوحدة الوطنية.
وعندما تقوم جمعية التوعية (الإسلامية) الشيعية بتقسيم الناس إلى معسكرين، أو تتطاول بعض (القيادات) الشيعية على بعض الثوابت الدستورية بالسعي إلى تحريض الناس ضد نظام الحكم أو مس الذات الملكية بسوء أو توزيع منشورات تحريضية، تهب الطائفة السنية الكريمة لإدانة تلك الأحداث وتجريم فاعليها بكل ما أوتيت أقلام كُتّابها من فصاحة وبلاغة وإبداع، كما فعل (محرر الشؤون السياسية) في إحدى الصحف المحلية، عندما حاول إسقاط تهمة الطائفية على خطابات الأستاذين (الشيعيين): حسن مشيمع وعبد الهادي الخواجة، واصفا الشيعة (كلهم) بالسعي إلى (اللبننة). بينما تتحفظ أقلام الطائفة الشيعية على الأحداث نفسها، بل تدافع عن فاعليها على مختلف أنواع المنابر، بوصفهم أبطالا يتفانون في ترسيخ دعائم الحرية والديمقراطية وتعزيز مبادئ العدل والمساواة بين المواطنين أو بوصف أفعالهم بكونها لا تستحق الاعتقال بحسب رأي النائب الشيخ علي سلمان.
ويتفق هؤلاء الصحفيون مع النواب والحكومة وعلماء الدين في الدعوة إلى الوحدة الوطنية والعمل ضد هذا المبدأ عندما يتعلق الأمر بضرورة نصرة الأخ في الطائفة وإن كان ظالما. فالنائب السلفي السني جاسم السعيدي الذي يتهم الطائفة الشيعية بالصهيونية والصفوية ويهين بعض رموزها الدينية علنا على المنابر لا يجب أن يتوقف عن الخطابة إلا لمدة أسبوع واحد فقط من وجهة نظر الحكومة السنية، كما أن مطالبة الشيعة برفع الحصانة عنه لمحاكمته هي أصدق دليل على تمييزهم الطائفي وخيانتهم لمبادئ الوحدة الوطنية وزعزعتهم للسلم الأهلي بالاستعانة بقوى خارجية ذات أطماع سياسية أو طائفية بغيضة من وجهة نظر بعض الأقلام السنية والنواب السنة الذين يرون ضرورة التصدي لمثل هذه المطالبات (الكيدية) وإفشالها بشتى الطرق، ومن بينها المطالبة برفع الحصانة عن نواب شيعة بذريعة التحريض على كراهية النظام حسب زعمهم في اتهامهم للنائب الشيعي جاسم حسين الذي تحدث عن التمييز الطائفي في البحرين أمام الكونجريس الأميركي!! متجاهلين استجابة الحكومة للضغوط الأميركية التي أدت إلى إيجاد الأسطول الخامس العسكري الأميركي في البلاد وقيام الحكومة بالإصلاحات السياسية التاريخية التي أتت بهؤلاء النواب وغيرهم. فللحكومة والنواب السنة وحدهم (الاستفادة) من تجارب الدول (الشقيقة والصديقة) أما الشيعة فحرام عليهم (الاستقواء) بالدول نفسها!!
كما أن النواب الشيعة يطالبون باستجواب الوزير الشيخ أحمد بن عطية الله بوصفه متآمرا مضللا ومميزا بين طوائف المواطنين بتشجيعه التجنيس السياسي الذي يحرم كثيرا من المواطنين من حقوقهم الدستورية والقانونية ليتمتع بها غيرهم من الطارئين الجدد.
وما من شك في ضرورة محاسبة المسؤولين عن التجنيس السياسي وتبعاته وأضراره السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية على المواطنين بغض النظر عن مناصب هؤلاء المسؤولين أو قبائلهم أو طوائفهم، ولكن النواب الشيعة لم يقفوا ضد الوزير منصور بن رجب الذي طالب بعض النواب السنة باستجوابه نظرا لتقصيره وفساد وزارته!!
أما علماء الدين، فشيعتهم ينشئون مجلسا (علمائيا إسلاميا) للشيعة وحدهم، مدعين خصوصيات مذهبية يمكنهم التغاضي عنها إذا كانوا يسعون إلى توحيد المواطنين عموما والمسلمين بشكل خاص. ويترفع كبار علمائهم عن المشاركة في المجلس الإسلامي الأعلى الذي أنشأته الحكومة على الرغم من استجابتها لمطالبهم بتعديل أهداف المجلس وصلاحياته لكونه حكومي فقط!!
وإن أقام الشيعة مهرجانات (إسلامية) فلا يدعون إليها السنة إلا على استحياء، وإن دعوهم أقاموا ذلك المهرجان في مأتم يستخدمونه في ممارسة بعض الطقوس الشيعية الخاصة كالعزاء وغيره، مما يؤدي إلى عزوف السنة عن الحضور.
أما السنة فلا يدعون الشيعة إلى حضور فعالياتهم أصلا، مبررين ذلك بكونهم يدعون المواطنين جميعا دون استثناء، في الوقت الذي يجب عليهم تشجيع الشيعة لحضور تلك الفعاليات الإسلامية سعيا إلى تذويب الفوارق بين المذاهب وتوحيد المسلمين تحت راية الإسلام وحب الوطن.
من علماء الدين الشيعة من يلعن بعض من يعتبره السنة من الصحابة والأولياء الصالحين، ومن السنة من يعد ذلك مما يوجب الكفر، وهما موقفان لا يؤديان إلى وحدة وطنية ولا إسلامية.
هل عجز البحرينيون عن التخطيط الاستراتيجي للحصول على حقوقهم واستسلموا جميعا لإملاءات إيران أو حزب الله أو المملكة العربية السعودية أو أميركا؟
هل كل الشيعة تابعون مؤيدون لكل عمل تخريبي أو طائفي أو انقلابي؟
وهل كل السنة موالون لحكوماتهم، مؤيدون لكل طائفي تكفيري؟
نعم كلنا (طائفيون، مأجورون، عملاء)، شيعة وسنة. أما المواطن المنصف فإنه طائفي عميل مأجور كذلك، لكنه أعلى مقاما من سابقيه بما فضله أبناء الطائفتين من وصفه بالمنافق، فهو مأجور للسنة أو للحكومة عندما ينتقد الشيعة، ومأجور للشيعة عندما ينتقد السنة!!!
أين (الإسلاميون) من قول الإمام علي (ع): "احمل أخاك على سبعين محمل حسن؟ "
أما آن لنا أن نخجل من الادعاء بالمحافظة على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي؟
متى نتعلم الاستفادة من كوادرنا الوطنية في سمو وطننا ورفعة شأنه بغض النظر عن أديانهم وانتماءاتهم المذهبية والقبلية والحزبية؟
ومن الذي سيعلمنا ذلك كله ما دامت حكومتنا ونوابنا وعلماؤنا يتبارون على ملعب الوحدة الوطنية للفوز بكأس الطائفية؟

الاثنين، 16 فبراير 2009

الناطق عمل وأمل

تحترف شركة الناطق تشجيع المكفوفين على العلم والعمل والإنتاج باستخدام أحدث الوسائل التقنية منذ أن عرفتها، وتقدم لهم كل التسهيلات الممكنة للحصول على تلك الوسائل، كما تعينهم على التخطيط لمستقبلهم بما يضمن تحقيق أهدافهم وإبرازهم بوصفهم أفرادا قادرين على الارتقاء بمجتمعاتهم إلى مدارج الكمال. فهي تشجع المتحمسين لتقنيات المكفوفين بضمهم إليها، كما حدث لمحدثكم الذي أصبح ممثلا للشركة في مملكة البحرين، ونوح الحديدي ممثلا لها في المملكة العربية السعودية، ومحمد الشرع الذي أعاد تصميم موقع الشركة الإلكتروني... وغيرهم أكثر.
ويرصد موقع الشركة الإلكتروني إنجازات المكفوفين المتميزين في مختلف المجالات العلمية والعملية.
ولا يبخل الأستاذ عودة هزيم مدير الشركة بتقديم النصح والتوجيه والدعم لكل من يسعى إلى إكمال دراسته الجامعية في مجال الحاسوب على وجه الخصوص وغيره من المجالات بشكل عام.
ولقد شرفني الأستاذ عودة بزيارة مدونتي الإلكترونية والتعليق عليها قبل الإعلان عنها على موقع الشركة الإلكتروني، فزادني ذلك كله إصرارا على تطوير المدونة ونشر ما يمكنه إثراء العقل وتحريره من كل ما من شأنه إقالته عن العمل.
فله مني خالص الشكر والتقدير على إنجازاته الرائعة، ولن أنسى شكر المهندس العظيم محمد رمضان الذي لا يألو جهدا في حل كل المشكلات التقنية فور إبلاغه بها ما استطاع إلى ذلك سبيلا. وميادة دياب التي يفيض قلبها حبا وعطاء للشركة وموظفيها والناس أجمعين، مما أهلها إلى التميز بالمتابعة الدقيقة لكل ما تقوم به من أعمال، والتي من أهمها تنسيق العلاقات العامة بين الشركة وزبائنها وكل ما يتعلق بأعمال السكرتاريا وشؤون الموظفين.
والشكر موصول لكل موظفي الشركة العاملين خلف الكواليس بكل إخلاص.
مع تمنياتي للشركة بمزيد من التقدم والازدهار الذي سينعكس نورا للمكفوفين جميعا في مختلف بقاع العالم العربي.