خلال ندوة الجمعية الخليجية للإعاقة مع »الوطن«
للمعاق القدرة على الاندماج مجتمعياًّ بمساندة كل الفئات
2009-04-25
أعلن رئيس مجلس إدارة الجمعية الخليجية للإعاقة لدول مجلس التعاون الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة أن الجمعية الخليجية
للإعاقة ستبدأ اليوم الاحتفال بفعاليات أسبوع المعاق الخليجي التي ستستمر حتى 30 إبريل الحالي تحت شعار ''دور الأسرة
وأولياء الأمور في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمعوقين''. جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الجمعية الخليجية للإعاقة بالتعاون مع
جريدة ''الوطن'' في مقر الجريدة بحضور مدير برنامج الإعاقة الذهنية والتوحد بكلية الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي
الأستاذ الدكتور محمد هويدي، ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية البحرينية لأولياء أمور المعوقين وأصدقائهم وولية أمر طفلة
معوقة الدكتورة إيمان الناصر والمدرس بالمعهد السعودي البحريني للمكفوفين حسين الأمير. وذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية
الخليجية للإعاقة أنه تم تأسيس الجمعية عام 1999 وذلك من أجل تجميع الخبرات والتخصصات المتشابهة للجمعيات
والمنظمات الخليجية التي تعني بالإعاقة تحت مظلة واحدة للإطلاع على الخبرات المختلفة وتبادلها، لافتاً إلى أن أعضاء
ومنسوبي الجمعية وصلوا حتى الآن إلى 700عضو من دول مجلس التعاون. وأشار الشيخ دعيج إلى أن الجمعية حرصت منذ
تأسيسها على إبراز الأنشطة ذات الصلة بالمعاقين وأولياء أمورهم والعاملين معهم والمهتمين بهم، وما توصية مجلس إدارة
الجمعية بتدشين الاحتفال بأسبوع المعوق الخليجي اعتباراً من عام 2006 إلا دليل على اهتمام الجمعية الخليجية للإعاقة
بالتفاعل مع كل ما يخدم الإنسان المعوق أينما كان. وقال ''اتفق أعضاء مجلس الإدارة على إيجاد تسمية للأسبوع تكون بمثابة
شعار موحد لجميع المراكز التأهيلية والجمعيات والمؤسسات الرسمية والخاصة بدول مجلس التعاون بحيث يكون هذا الشعار
ضمن دلالات هادفة لصالح المعوقين وأولياء أمورهم من حيث الدمج والتواصل مع الأسوياء والوصول للعلوم الإنسانية وان
يكون وسيلة تثقيفية لأفراد المجتمع ككل، وقد كان شعار الأسبوع في عام 2006 ''نحو وقاية أفضل من الإعاقة، و2007
التدخل المبكر اكتشاف ورعاية وعلاج للأطفال المعوقين، وعام 2008 ''دمج المعوقين في المجتمع مسؤولية مشتركة''.
هويدي: للأسرة دور محوري في تكوين مراحل حياة المعوق من جانبه، أوضح الدكتور محمد هويدي أن أهمية شعار الأسبوع
هذا العام تكمن بالدور المحوري الذي تلعبه الأسرة وأولياء الأمور في تكوين مراحل حياة المعوق طوال العمر وذلك على اعتبار
أن الأسرة من أهم المؤسسات المجتمعية التي تمارس دوراً مباشراً في تطور النمو لدى الشخص ذوي الإعاقة ليس في مراحل
طفولته فقط بل طوال مراحل حياته العمرية. وأضاف ''كانت المسؤولية سابقا ملقاة على الأم بشكل كبير ثم يليها الأب، والآن
تغير هذا المنظور لدور الأسرة حيث تبينت أهمية الأدوار والمهام التي يقوم بها الأخوة والأخوات مع ذوي الإعاقة، وكذلك كان
المنظور القديم يركز على رؤية الآباء باعتبار دورهم تلقي النصائح وإرشادات الاختصاصيين والتدريب على تنفيذها فأصبح ينظر
إليهم الآن على أنهم شركاء متساوون مع الاختصاصيين في تصميم وتطوير وتنفيذ البرامج التربوية والعلاجية للابن ذي
الإعاقة''. وذكر هويدي أن دور الأخوة يختلف بشكل كبير في مرحلة المراهقة للمعاق حيث يتعرضون للحرج الاجتماعي وكثير
منهم لا يعرفون كيف يتصرفون في مثل هذه المواقف، ولذلك لا بد من وجود برامج لهؤلاء الأخوة في كيفية التعامل مع أخيهم
المعاق ومع أصدقائهم والمحيطين بهم في هذه المرحلة. آثار وجود طفل ذي إعاقة في الأسرة وتطرق هويدي إلى حالة الأسرة
عند ولادة طفل جديد وكيف يؤثر بشكل مباشر على الجوانب البنائية والوظيفية لمختلف انساق الأسرة ويتعاظم هذا التأثير إذا كان
هذا الطفل الوليد ذو إعاقة، إذ كانت النظر الشائعة بين الباحثين والمهنيين تركز على الآثار السلبية لوجود طفل ذو إعاقة في
الأسرة مثل المشاعر السلبية لدى أعضاء الأسرة ونوعية وتعدد الضغوط الجديدة التي تتعرض لها الأسرة والمظاهر السلبية
للتوافق الزواجي والأسرة. وأضاف ''الآن تغيرت هذه النظرة حيث كشفت نتائج الدراسات والبحوث المعاصرة عن العديد من
الآثار الإيجابية على التماسك والتوافق الأسري وعلى النمو الشخصي والاجتماعي لمختلف أعضاء الأسرة وعلى الخبرات
والمدركات الإيجابية تجاه الإعاقة والابن ذو الإعاقة، ولا يعني ذلك عدم وجود احتياجات وضغوط خاصة وإضافية لدى الأسرة
ولكنه يعني التعامل الناجح من قبل الوالدين مع هذه العوامل، إضافة لذلك فإن الآثار السلبية والشاملة علي بعض الأسر تظل
قائمة خاصة في المستويات الشديدة من الإعاقة''. ودعا الدكتور هويدي إلى المساندة الاجتماعية للأسرة حتى تستطيع أن تتغلب
على الآثار السلبية ويكون دورها فعالا في الرعاية بالابن المعاق، لافتاً إلى أن المساندة ربما تكون من الأقارب أو الجيران أو
المؤسسات والمراكز المعنية بالإعاقة وإيماناً من الجمعية الخليجية بذلك حرصت على التفاعل مع أولياء أمور المعوقين من
خلال تزويدهم بالكتيبات الهادفة للتعامل مع أبنائهم المعوقين وتحديد وسائل الاتصال معهم عن طريق المحاضرات وورش العمل،
وتوعيتهم بضرورة التدخل المبكر والدمج في المدارس. وأشار إلى تجربة الدول الغربية في هذا المجال، داعيا إلى تطبيقها في
البحرين حيث أن بعض الأسر تتطوع بأن توفر رعاية يوم كامل لطفل معاق إعاقة ذهنية شديدة لتترك لأسرته فرصة لتمتع
بإجازة أسبوعية يستطيعون خلالها ممارسة دورهم الاجتماعي الذي حرموا منه. الناصر: الأسرة عون لابنها المعاق وتناولت
الدكتورة إيمان الناصر تجربتها الشخصية عندما رزقت بابنتها ذات الإعاقة قائلة : ''الأسرة عندما ترزق بطفل معاق تكون في
حاجة ماسة إلى الدعم النفسي والمعنوي والطبي والمادي والمجتمعي، ولذلك لا بد من وجود خطة إستراتيجية للتخفيف من
الضغط على الأسرة التي يولد بها طفل معاق، وعلى الأسرة أن تتأقلم مع ظروفها الجديدة لتجاوز هذه المحنة''. وأضافت ''علمت
بأن الجنين في أحشائي سيولد معاقا كما أخبرتني الطبيبة المختصة وقد حرت وبكيت كثيراً وسهرت الليالي أناجي وحدتي
ويمزقني إحساسي بالأمومة في خلع جذور هذا الجنين المعاق والتخلص منه أو أن أتسلح بقوة الإيمان والصبر واعتبرت نفسي
في امتحان رباني عظيم''. وتابعت ''بدأت أهيئ أبنائي للظروف الجديدة التي ستطرق أبوابنا بولادة ابنتي فكنت كل مساء قبل أن
يناموا صغاري أروى لهم ما أخبرتني به الطبية ودموعي تنهمر بغزارة ويقول لي صغاري ''لا تخافي يا أمي والدنا سيعالج
المولودة كونه طبيباً، ونحن سنكون أطباء حينما نكبر وسنعالجها أيضاً فأضغط على يديهم وأضع رؤوسهم الأربعة على صدري
ليسمعوا ضربات قلبي، فكان أخوات ندى عوناً لي ولأختهم حتى قبل أن تولد''. وأردفت ''ولدت ندى كما توقعنا معاقة ذهنياً، ولم
أنهار ولكن لم أجد ملجأ استعين به للتعرف كيف أتعامل مع ابنتي وأرعاها فذهبت إلى الدكتور هويدي الذي كان عوناً كبيراً لي
في كيفية رعاية ابنتي، وعكفت بكل قوة على مراعاة ابنتي ندى، إذ لم أوكل مهمة تربيتها لأحد واعتبرتها هدية سماوية من الله
فحافظت عليها، وشحذت كل إمكانياتي وقدرتي للحفاظ عليها وسخرت لها كل قوتي وجهدي لكي تكون ندى كما يريدها ربها وكما
أريدها، ولم تشغلني مسؤوليتي واهتمامي بندى عن الاهتمام بأولادي الأربعة ولم أهملهم وشاركتهم في تحمل مسؤولية ندى،
وكبر أولادي وكانوا من المتفوقين دراسيا إلى أن أصبحوا كما وعدوني أطباءً وذلك لأن رحمة الله كانت دائماً تظلل منزلنا،
وبركات ندى تشمل العائلة فيزدادوا حباً وتمسكاً وقوة''. وأضافت ''جاهدت لتأسيس تجربة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة وتم
تأهيل ندى لمواجهة الحياة ولتكون لها مكانة حتى ولو كانت معاقة أسوة بأخواتها الأربعة وحرصت على تنمية مواهبها في
الرسم والموسيقى وكان لها العديد من المعارض التي تم خلالها عرض رسوماتها فيها والتي أثبتت من خلالها قدرة المعاق
على أن يتميز وأن يكون قوة منتجة في مجتمعه''. هويدي: زواج المعاقين دليل إيجابية المجتمع نحو الإعاقة وتطرق الدكتور
هويدي إلى زواج المعاقين قائلا :''تطور الاتجاهات الإيجابية المجتمعية نحو الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة وتزايد الفهم
والتقبل من قبل أفراد المجتمع نحوهم وتحسين الصورة الذهنية عنهم من قبل وسائل الإعلام والمشاركة الواسعة للأشخاص
ذوي الإعاقة في مجالات التربية والتعليم والعمل ومختلف الأنشطة المجتمعية العامة، كل ذلك وغيره أدى إلى تزايد ظاهرة إقبال
الأشخاص ذوي الإعاقة على الزواج وتكوين أسرة خاصة بهم، لذا أصبح من الضروري عدم الاقتصار على الحديث عن أولياء
الأمور الذين لديهم ابن ذو إعاقة ولكن يشمل أولياء أمور ذوي الإعاقات أيضاً''. الأمير: تعليم الكفيف مهارات الحياة تجعله
شخصاً إيجابياًّ وفي هذا الجانب، تحدث الأب الكفيف حسين الأمير قائلاً : ''ولدت وأنا كفيف كليا، وكان أخي عصام يعاني ضعفا
شديدا في البصر، ولذلك كان هو دليلي في الحياة ومازال ارتباطي بأخي قوياً جداً ولا استطيع الاستغناء عنه''، لافتاً إلى دور
والدته التي تحملت عبء هذه المسؤولية بمفردها خاصة مع عدم توافر اختصاصيين لمساندتها في تربيتنا، ومع ذلك فقد ربتنا
أمنا على الاعتماد على النفس وحرصت على تعليمنا، مؤكداً أن الأسرة التي تحرص على إشراك ابنها الكفيف في المهام
الحياتية والمنزلية تجعل منه شخص إيجابي قادر على القيام بمهامه الحياتية والاجتماعية. وأشار الأمير إلى التجربة الغربية
التي يتمنى تطبيقها في البحرين وهي أن الأسرة حين ترزق بطفل معاق ترشدهم وزارة الصحة إلى عائلة لديها إعاقة مشابهة
للاستفادة من خبراتها. وطالب الأمير بضرورة إعداد برنامج توعوي شامل متكامل من قبل مختصين لأولياء أمور المعاقين كي
يكتسبوا من خلاله مهارات لتعليم أبناءهم المعاقين كيفية الاعتماد على النفس وكيف يكونوا أشخاصا فاعلين في المجتمع
قادرين على المطالبة بحقوقهم ويؤدون ما عليهم من واجبات تجاه مجتمعهم. أما عن دوره كأب مسؤول عن أسرة بها طفلين
فيقول حسين : ''لا أنكر أن الإعاقة لها دور في الحد من عطائي للأسرة لكني حاولت جاهداً أن أتغلب عليها حتى أنني حرصت
على أن أساعد زوجتي في القيام بالمهام المنزلية ورعاية الأطفال وذلك باستخدامي حاستي السمع واللمس''. وأشار الأمير إلى
بعض الصعوبات التي تواجهه، وهي عدم توافر سكن في مكان مناسب لإعاقته ''انتقلت إلى السكن في أربع مناطق مختلفة وفي
كل مرة احتاج إلى شخص يكون دليلي ليعرفني بالمنطقة والمرافق الحيوية التي قد احتاجها لتلبية طلبات أسرتي مثل البرادة
والخباز والصيدلية وما شابه، غير أني الآن أسكن في مكان لا تتوفر به هذه المرافق مما يعوقني عن تلبية احتياجات أسرتي''.
وطالب الأمير بضرورة وجود مؤسسات متخصصة لتهيئة المعوق المقبل على الزواج ليكون زوجا قادرا على القيام بمهامه
الزوجية ويكون قدوة لأبنائه ليفتخروا به. وتطرق الأمير إلى ضرورة توفير الأجهزة التعويضية، مستشهداً بذلك بتوفر الحاسوب
الآلي المزود بالبرنامج الناطق والذي من خلاله أستطاع أن يعلم أبنائه الحروف العربية والأجنبية والألوان واستطاع أن يقدم
لهم المعلومات لتثقيفهم. الناصر: يجب على المعاقة توخي الحذر عند الزواج الأمير: هناك عدة أشكال لاستغلال المعاق عند
الزواج دعيج: هناك العديد من الزيجات الناجحة أحد طرفيها معاق وقالت الدكتورة الناصر : ''منذ خمس سنوات وخلال مؤتمر
عرضت تجارب حية لبعض الأخوات المعاقات المتزوجات واللائي كن يعانين من زوج يستغل إعاقتهن لأغراض مادية، وللأسف
نتج عن بعض الزيجات أبناء تتحمل الزوجة وحدها مسؤوليتهم''، مطالبة كل معاقة مقبلة على الزواج ''توخي الحذر والتأكد من
أن الشخص الراغب في الزواج منها خالص النية وليس بغرض الاستغلال''. ويوافقها الرأي الأمير، مؤكدا أن صور الاستغلال
للمعاق متعددة وقد تكون ليس فقط لغرض مادي وإنما قد تقبل زوجة مستواها الثقافي والعملي عالٍ بالزواج من معاق ليس لأنه
الشخص المناسب ولكن لأنه لم يتقدم أحد سواه للزواج منها وهذا يؤدي إلى آثار سلبية على المعاق. لكن الشيخ دعيج أكد أن
هناك زيجات أحد طرفيها معاق إلا أنها ناجحة وذلك ليس فقط بالبحرين، وإنما في دول مجلس التعاون، مشيراً إلى الزواج الذي
أقيم عام 2007 بمكرمة ملكية من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لـ 24 زوجا، وكان حدثا كبيرا شهدته البحرين وكانت
جميع هذه الزيجات ناجحة. دور الإعلام في إبراز قضايا المعاقين الشيخ دعيج: يجب إبراز الصورة الإيجابية للمعاقين في
الإعلام وحول دور الإعلام في إبراز قضايا المعاقين، أكد الشيخ دعيج أهمية النفاذ إلى كافة وسائل الإعلام وزيادة المساحة
المخصصة لإبراز الصورة الايجابية في التعامل والتواصل مع قضايا الإعاقة بعيدا عن المعالجات النمطية والأطروحات والرؤى
السلبية ونشر ثقافة جديدة ايجابية تجاه قضايا الإعاقة والمعوقين. و رأى أن ما يحتاج إليه المعاقون ليس الشفقة أو العطف
وإنما الأخذ بأيديهم وفتح الطريق أمامهم ليمارسوا حياتهم كالأسوياء، لذا فإنهم في حاجة ماسة إلى تغيير نظرة المجتمع إليهم
وتأكيد حقوقهم وهو ما يتأتى من خلال توصيل رسالة إعلامية جادة وايجابية للمجتمع بعدم تهميشهم كفئة ضعيفة لأنهم أقوياء
متى أتيحت الفرصة لهم لإثبات قدراتهم. وأضاف ''رغم انه مازال هناك قصورا في دور الإعلام، لكن لا ننكر أن خمس السنوات
الأخيرة شهدت تغيرا ملحوظا وهذا دليل زيادة النشاط والوعي والتوعية التي تبذلها الجمعيات والمراكز المعنية بتوصيل هذه
الرسالة للإعلام''. أما الأمير، فذهب إلى أن الإعلام ''يبحث عن الإثارة وحياة المعوق مليئة بالإثارة، فعلى الجمعيات العاملة في
مجال الإعاقة والأشخاص المعوقين وأولياء الأمور أخذ المبادرة في الاتصال والتعاون مع وسائل الإعلام من أجل تبني قضايا
ومشكلات الإعاقة والتعريف بها كما يجب إلقاء الضوء على مهاراتهم وقدراتهم وذلك بشكل مثير يجذب الإعلام لتتبعها
والاهتمام بها''، مطالباً بضرورة ''أن لا تقتصر البرامج الخاصة بالإعاقة عن تناول المشاكل واحتياجات المعاقين ولكن يجب أن
تبرز المواهب والمميزين منهم مع عدم المبالغة في تقديم بعض المواهب العادية على أنها مواهب خارقة حتى نصدق مع أنفسنا
ومع الآخرين. كما يجب أن يتم استضافة المعاقين القادرين على التعبير عن قضاياهم وليس كل معاق قادر على ذلك''. لا تأثير
للقدرات المادية على عطاء الأسرة لابنها المعاق واعتبر الشيخ دعيج أنه ليس للقدرات المادية تأثير على قدرة الأسرة على
الاهتمام بطفلها المعاق، لافتاً إلى أن هناك بعض الأسر الفقيرة تقدم رعاية أفضل لطفلها من الأسر الغنية ويدل على ذلك أن
هناك بعض الأمهات تترك العمل من أجل رعاية أبنها المعاق حتى لو أدى ذلك إلى نقص في دخل الأسرة. ووافقته في الرأي
إيمان الناصر قائلة ''هناك بعض الأسر قدراتها المادية العالية تؤثر بالسلب على رعاية ابنها المعاق حيث تلقي الأسرة عبء
رعاية الطفل على الخادمة، ولكن لا أنكر أن عدم توافر المادة يؤثر في بعض الأحيان على توفير بعض الاحتياجات ومنها على
سبيل المثال الأدوية الطبية الخاصة بالإعاقة الذهنية غير المتوفرة بالمراكز الصحية مما تضطر معها الأسرة إلى شراءها من
الصيدلية وتبلغ ثمن عبوة الدواء الواحدة 180 دينار شهرياً. على أن الأمير خالفهم الرأي بقوله ''عدم توفر المادة بشكل كاف
لتلبية احتياجات المعوق تؤثر على تطوير قدراته ومهاراته ودمجه في المجتمع، ومنها عدم قدرة بعض الأسر على تحمل
مصاريف المواصلات مما يعوق قدرة المعاق على مواصلة دراسته في بعض الأحيان''. وأضاف ''أنا على سبيل المثال كنت
أتمنى أن أكمل دراستي العليا خارج البحرين أسوة ببعض الزملاء ولكن عدم توفر المادة حال دون ذلك، كما أن عدم قدرتي
المادية لتوفير مواصلات تقف عقبة لأكون عضواً في بعض الجمعيات، لافتاً إلى أن الدولة عندما قررت زيادة تسعيرة العداد
لسيارات الأجرة لم يتم مراعاة المعاقين غير القادرين. هويدي: الأسرة قوة ضاغطة لتطوير القوانين والخدمات للأشخاص
المعاقين وقال هويدي إن ''الأسرة قوة ضاغطة لتطوير القوانين والسياسات والخدمات للأشخاص المعاقين، وأن المنظمات
وأولياء الأمور هي المحرك الرئيسي لتطوير اللوائح والتشريعات، فالمطلوب من جمعية أولياء أمور المعاقين أن يكون لها قوة
ضغط اجتماعي على المؤسسات المختلفة لتحقيق ذلك''. ولفتت الناصر إلى انه لا بد من أن يكون هناك قوة ضاغطة للأسرة في
المطالبة بإزالة جميع الحواجز التي وضعت في طريق الأشخاص المعاقين وتحول دون قيامهم بمهامهم الحياتية، وذلك بأن تقوم
الدولة بتهيئة البنية التحتية للمملكة تراعى فيها احتياجات المعاقين وخاصة في الجامعات والوزارات الفنادق وجميع المرافق
التي يرتادها المواطن لقضاء مصالحهم. من جانبه، أشار الشيخ دعيج إلى أن تفعيل دور أولياء الأمور باعتبارهم فئة اجتماعية
ضاغطة لتطوير القوانين والخدمات المقترحة للأشخاص المعاقين هو احد أهداف الأسبوعي الخليجي الرابع والذي نسعى إليه
من خلال إقامة العديد من الفعاليات في هذا الأسبوع. وأوضح أنه يهدف إلى تطوير مهارات أولياء الأمور في التعامل مع الابن
المعاق في مرحلة المراهقة والكشف عن الآثار والعواقب الإيجابية داخل الأسرة الناتجة عن وجود عضو ذو إعاقة وتسليط
الأضواء على الأسر التي يكون أحد الوالدين فيها معاقا، وزيادة الاهتمام بقضايا ومشكلات الأخوة والأخوات في أسر الأشخاص
ذوي الإعاقات.
أول المــــــــــــــــــــــــاء
قبل 12 عامًا