السبت، 27 يونيو 2009

خطورة الإعاقة الأسرية على ذوي الإعاقة البصرية

جبهتان تتصارعان على الساحة عندما يتعلق الموضوع بالحاسب الآلي، الأولى تمنح المكفوفين الحواسيب والبرامج القارئة لشاشاتها، متمثلة في وزارتي التربية والتعليم والتنمية الاجتماعية إضافة إلى جمعية الصداقة للمكفوفين بالتعاون مع المعهد السعودي البحريني للمكفوفين الذي أخذ على عاتقه تأهيلهم من خلال عقد الدورات التدريبية اللازمة للاستفادة مما يتيحه الحاسوب والإنترنيت للمستخدمين من خدمات ومعارف في شتى المجالات، والجبهة الثانية تستغل ضعف شخصيات أبنائها في الاستيلاء على حواسيبهم وحرمانهم من الاستفادة منها والارتقاء بأنفسهم في مختلف جوانب المعرفة بقيادة بعض الأسر المتسلطة.
أسر تستولي على الحواسيب على استحياء، كأخوة أحد طلاب المرحلة الإعدادية الذين يستخدمون حاسوب أخيهم الكفيف ويثقلونه ببرامج لا حاجة له فيها قد يتعارض بعضها مع بعض خدمات برنامجه الناطق فيصعب تدريبه عليه، إذ تؤدي بعض البرامج إلى بطء شديد في الحاسوب أو إلى عدم قدرة البرنامج الناطق على القراءة باللغة العربية أو تعطيل البرنامج الناطق نهائيا.
وعندما تحاول إدارة المعهد السعودي البحريني للمكفوفين إقناعهم بعدم استغلال حاسوب أخيهم بما يضره يعدون بما لا يفعلون.
وأسر أخرى تستولي على الحاسوب قهرا كالأب الذي يتقن استخدام الحاسوب ويستحوذ على حاسوب ابنته الكفيفة الملتحقة بإحدى مدارس المرحلة الثانوية ويحرمها من استخدامه مطلقا بدلا من استغلال علمه في رفع كفاءة ابنته وتطوير مهاراتها في هذا المجال، بحجة حاجته له في تسيير أعماله، دون الالتفات إلى حاجتها الأكبر له!
ولم تشفع محاولات المعهد السعودي البحريني للمكفوفين والمدرسة الثانوية في اعادة الحاسوب للطالبة، ولم يشفع لها التزامها الديني والخلقي ولا ذكاؤها الدراسي ولا إعاقتها في ذلك.
إن مثل هؤلاء الآباء لا يحتاجون إلى توعية بقدر احتياجهم إلى الردع، فهذه الإبنة لا تحتاج إلى شيء بقدر حاجتها إلى الحب والحنان والحماية من بطش أبيها وقسوته التي قد يزيدها مقالي هذا. فمن ذا الذي ينقذها ويحميها؟ ومن ذا الذي يعيد لهؤلاء المكفوفين حقوقهم ويحفزهم على مواصلة السير في طريق العلم والمعرفة المليء بالصعوبات ؟
لقد أكد الأستاذ عبد الواحد الخياط مدير المعهد السعودي البحريني للمكفوفين على ضرورة تعاون الأسر مع المعهد في رفع كفاءة أبنائهم في استخدام الحاسوب الذي ساعد الكثير من الطلاب في أداء امتحاناتهم بأنفسهم وتسليمها إلى المدرس المبصر ليقوم بتصحيحها بنفسه دون الحاجة إلى كتابتها بطريقة برايل ( وهي طريقة تستخدم في القراءة والكتابة عند المكفوفين تعتمد على اللمس) والاستعانة بأحد مدرسي المعهد لترجمتها إلى الخط العادي بعد انتهاء الطالب من أداء الامتحان ما يوفر الوقت والجهد لدى كل الأطراف. مشيرا إلى دور الحاسوب والشبكة العنكبوتية في دمج الكفيف في المجتمع ومساعدته على التواصل مع العالم كله عبر القراءة والكتابة والمراسلة وإدارة المواقع الإلكترونية الخاصة بهم.
وعليه فإنني أناشد الوزارات والدوائر الحكومية المعنية التدخل العاجل لمعالجة مشكلات هاتين الحالتين وغيرهما والعمل على سن القوانين اللازمة لحماية ذوي الإعاقة من الاستغلال بمختلف أنواعه. ففي بعض الدول المجاورة والأخرى المتقدمة يعاقب ولي الأمر إذا ثبت ضلوعه في إلحاق الضرر بأبنائه نتيجة إهماله أو تقصيره في تربيتهم أو حرمانهم من حقوقهم.
والمعوقون مواطنون قادرون على العطاء، والجهود الحكومية المبذولة من أجل النهوض بهم لا يجب أن تهدم.