افتقدتني فاتصلت...
أفرز اتصالها اتصالات متبادلة دامت حتى السكن...
وأفرز السكن اللقاء تلو اللقاء حتى الجنون...
كانت تبدأ يومها بي، وتخشى أن يغلبها النعاس قبل أن تقول لي: (أحبك).
تتحدث عني وتكتبني نبيا يدرك الماضي والحاضر ويعرف الطريق إلى المستقبل.
تنصت إلي بانبهار يكاد أن يجعلني أؤمن بكوني معجزة إلهية أنزلت للناس لتعيدهم إلى النور بعد ظلام دامس طويل، ولم أكن سوى تلميذ لكل شيء.
دينها ديني. ولكل مقام عندها مقال.
علمتني كيف ألاطف الصغار، وعلمتها كيف تخاطب الكبار حتى تكبر.
علمتها كيف تحبني، فأصبحت تصحو باكرا لتقبلني وتقول لي بصوت طفولي رقيق: (صباح الخير حبيبي. الريوق جاهز والعصير جاهز).
ولا تنام قبل أن تسألني عن حاجتي وتقبلني: (تصبح على خير حبيبي)
وكتبت سطوري كلها وسطور من أحب من الشعراء لأتمكن من قراءتها على الحاسوب.
وخصصت لنا وقتا لنقرأ معا بالرغم من انشغالها بالعمل والأطفال.
صارت تحترم رغباتي، وتسعد بتلبية احتياجاتي العامة والخاصة والبحث عن كل ما يهمني.
ترغب في كل ما يجمعنا وتعتذر عن كل ما تظن أنه يمكن أن يزعجني.
تلتمس العذر لي على أي خطأ أو تقصير، وإن عزت الأعذار عاتبت برفق يكاد يبكيني خجلا.
تدرك أني أعشقها فلا تحملني إلا ما أطيق، وتصحبني إن طال الطريق.
تصف لي كل ما تراه كأنني أراه، وتعانقني بوصفي الحياة.
شذاها يسكرني...
وصوتها يسحرني...
ودفؤها أحلى من السفر...
أول المــــــــــــــــــــــــاء
قبل 12 عامًا