شعبنا الحالم، قد يفرح خونتكم بنجاح ما يسمى بالثورة التونسية والمصرية في تغيير نظامي الحكم فيهما، ويدفعهم ذلك إلى التحريض على كراهية النظام ومحاولة زعزعته في بلدنا الآمن المستقر، ولكننا نبشر هؤلاء ومن يقف وراءهم من دول طامعة ووسائل إعلام مضللة بأننا لم نتعلم مما حدث في تونس ومصر فحسب، بل لقد استفدنا مما حدث في دولنا ودول أخرى مجاورة وصديقة في القرن الماضي.
فخلقنا العداوة والبغضاء بينكم بتعزيز الطائفية في البعثات الجامعية والتوظيف وتوزيع الدوائر الانتخابية، ومولنا وسائل إعلامية داعمة لهذا النهج بدعوى التأكيد على حرية التعبير، ثم جنسنا شعوبا احتياطية ووظفناها في الشرطة والجيش وفضلناها عليكم بإعطائها الأولوية في الحصول على جميع الخدمات التي تقدمها الدولة (للمواطنين) كي تضربكم بيد من حديد كلما سولت لكم أنفسكم الخروج علينا، مستفيدين مما حدث في ثمانينيات القرن الماضي من رفض الجيش الذي كان وطنيا للهجوم عليكم بالمدافع والأسلحة الرشاشة وقمع تمردكم بالقوة العسكرية.
وفي الوقت نفسه أكدنا على رفض الطائفية إعلاميا فوظفنا الموالين لنا من مختلف الطوائف في أعلى المناصب القيادية، ومهدنا لإغلاق بعض مؤسساتكم المذهبية، وحاربنا وسائلكم الإعلامية الطائفية التي تهدد أمننا، وأقنعنا كثيرا من وسائل الإعلام الداخلية والخارجية بأن احتجاجاتكم إرهابية طائفية حتى اقتنعتم أنتم أنفسكم بذلك فوصفتم الطائفة السنية بالموالية للحكومة والشيعية بالمعارضة لها وسمح بعضكم لنا بتجنيس من نشاء من الطائفة السنية بغرض ما أسميناه بحفظ توازن القوى بين الطائفتين.
منحناكم فرصة التعبير عن آرائكم كي ندرسها جيدا ونخطط لتحقيق فتات مطالبكم وقمع المطالب التي نشك في تقويضها لسلطتنا وتهديدها لأمننا وأموالنا.
واعلموا علم اليقين بأنكم لن تستطيعوا تجريدنا من حكمنا لملك آبائنا وأجدادنا مهما حدث؛ فنحن قادرون على قتلكم ودحركم بقوتنا العسكرية دون رحمة، يدعمنا شعبنا المجنس المخلص، وتحالفنا القبلي والطائفي مع أشقائنا وأقاربنا في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي الذي سيبارك قمعكم وقطع شبكة الإنترنيت وغيرها من وسائل الاتصال التي تدعمكم، وسيحول دون تغطية قناة الجزيرة وغيرها لما نفعله بكم حتى نتمكن من القضاء على ثورتكم واعتقال قادتكم والتنكيل بكم لتكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه تهديد أمن واستقرار نظام الحكم في كل بقعة من بقاع العالم.
أما لسان حال الشعب فيقول: ارجعوا إلى إحصاءات سجونكم منذ خمسينيات القرن الماضي حتى نهايته وستكتشفون أن عدد المعتقلين السياسيين فيها يزداد كلما تفننتم في قتلهم وتعذيبهم وحرمانهم من حقوقهم المشروعة، وارجعوا إلى أساليبكم القمعية لترون كيف ساهمت في تقوية ثوراتنا ماديا ومعنويا ورفع سقف مطالبها فلكل فعل رد فعل.
سنظل نطالب بإصلاح النظام سلميا ونؤيد إصلاحاته السياسية وإنجازاته الحضارية ما دام مستجيبا لمطالبنا المشروعة، فإن قاتلنا ونشر الشائعات الكاذبة عن ثورتنا وافتعل الحرائق والتفجيرات ونسبها إلينا كما فعل في تسعينيات القرن الماضي فسنعمل على إسقاطه وإخراج فلوله المجنسة من ديارنا دفاعا عن أنفسنا وتحقيقا لمطالبنا وثأرا لشهدائنا بكل الطرق الممكنة والوسائل المبتكرة.
ليخلد ثورتنا العالم كله، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
أول المــــــــــــــــــــــــاء
قبل 12 عامًا